الإلياذة أشهر ملاحم الشعوب القديمة قاطبة، وقد أجمع النقاد ومؤرخو الأدب على أنها مع زميلتها وقرينتها في الشهرة ملحمة «الأوديسة» هي من تأليف الشاعر الإغريقي القديم هوميروس. أن هذه الصياغة العربية للإلياذة، قد جعلت الملحمة الإغريقية، جزءًا من تراث الأدب العربي الحديث، وإحدى الروائع الأدبية الكبرى التي تضمها اللغة العربية الأدبية المعاصرة، بفضل حرص دريني خشبة على بلاغة التعبير العربي وروعة أسلوبه ورصانته. لقد استخدم دريني خشبة في بعض اللحظات، عبارات وتعبيرات، مشتقة من المصادر الكبرى لعبقرية اللغة العربية، وعلى رأسها، بالطبع، المنبع الأول لهذه العبقرية، وهو القرآن الكريم. وفي لحظات أخرى، يستفيد المعرِّب من تراث الشعر العربي المليء بقصائد الحرب، أو الغزل، أو الفخر، أو الحماسة، وبالصور البليغة الحيوية المؤثِّرة، وفي لحظات أخرى استفاد المعرِّب من تراث السِّيَر الشعبية العربية، خاصة في ما يتعلَّق بطريقة السرد، وبالتمهيد للمواقف الحاسمة في الأحداث، أو المواجهات الحاسمة بين الأبطال، سواء كانت مواجهات حربية، أو عاطفية، أو إنسانية: وبذلك أقام دريني خشبة ـ من خلال التعبير الأدبي العربي الجميل والاستفادة من كل تراث اللغة العربية ـ علاقة وثيقة بين الملحمة اليونانية في صياغتها العربية وبين الأدب العربي نفسه، وهو ما جعل هذه الصياغة ـ التي بين أيدينا الآن ـ إحدى الروائع التي يقرأها أجيال القرَّاء العرب، باستمتاع منذ الثلاثينات ـ حين نُشرت أول مرة ـ إلى الآن، وسيستفيد منها دارسو الأدب الكلاسيكي، وكل عشاق الأدب.


ج.م140 
  • الشحن: