اختلف المفسرون في تفسير كلمة «التصوف» فمنهم من أرجعها إلى لبس الصوف الذي كان يؤثره المتصوفة على سواه مبالغة في الزهد والتقشف، ومنهم من قال إنها من «الصفاء» لما يقصد به من صفاء الروح، ومنهم من قال غير ذلك مما أفاضت في شرحه كتب اللغة ومؤلفات التصوف، وقد وُجِد التصوف في الأديان كلها تقريبًا عدا الوثنية؛ ففي البراهمية مثلًا نجد أن أعلى درجات الكهنوت هي درجة «النسك» التي لا بد أن يهيم فيها المتعبد على وجهه في الغابات شريدًا طريدًا، يقتات بالعشب وما إليه، حتى إذا ما جاز هذه المرحلة بنجاح سُمِّي «فقيرًا»، وخرج من إنسانيته وصفت روحه، وجاءت البوذية فأيدت ذلك بذكر أن الاندماج في «النفس الأولى» — أي الذات العلية — يجب له إنكار الذات والتأمل والزهد في الدنيا.


ج.م120 
  • الشحن: