يتساءلون سيدى، ماذا أعني بالارتواء؟ هو أن أقف على عتبات الانتظار بمعنى جديد لا يدركه إلا العقلاء، وأقيم طقوساً لمشاعر الافتقاد، وأنتظر هنا على قارعة الوحشة، تدعوني الذكرى لحوار كان بيننا، فأتنسم الفكر أطروحة حياة، بعد أن امتلأ العقل وفاض بأهازيج الخواء.. سيدي، قد يملني الإنتظار أحياناً كثيرة ويتوعدني بفقده، فأهدئ من روعه، وأدعوه لغفوة، يستيقظ بعدها مكتمل النشاط، فيرمقني بنظرة؛ أما زلتِ يقظة؟! ألتقط فنجان القهوة، أتذوق رشفة تمنحني القدرة على البقاء، فيربت على رأسى برقة، ويدعو لي دعاءً من قلب الوقت المتهالك، علها تمطر لقاءً..