في البرهة التي توسدت فيها ذراعك، أحسست بالخفة التي حملتني لأن أطير من بين عجلات القطار لأحلق في هذه السماء البهيجة والمُلبَّدة بالغيوم، والتي انتزعت الحزن الجميل وحولته على هيئة دمع امتزج برذاذ المطر المتساقط، وإلى وقت قريبٍ لم أكن أعرف فيها حتى اسمك أو أي شيء آخر عنك، إلا أنني وجدت اسمك يرتسم على شفاه كل المحبين والتوّاقين إلى ذلك الحبيب الغائب، قبل أن تنقذني من الموت في رصيف المحطة، وتنتشلني من بين عجلات القطار. فتوالت الأيام الرمادية وملأت حياتي حزنًا وبكاءً، فكم من الليالي المعتمة قضيتها أبحث عن قلبي الذي تركته تحت عجلات القطار، والذي رأيته يطير في السماء ويتلاشى، لأسأل القدر؛ ما الذي جعلك تتوارى في هذا الكون الفسيح؟ وتيقنت بأني لم ولن أحب أحدًا غيرك، فقد صاحبت مسراتي وأحزاني وقصائدي وأغنيات الليل التي كانت تأخذني دائمًا نحو ذلك الرصيف، انحسر هدفي أن أبقى معك لنعيش ما تبقى من حياة.


ج.م140 
  • الشحن: