يعد عمر طوسون كاتب هذا الكتاب عَلم من أعلام النهضة المصرية الحديثة، فرغم انتماءه إلى العائلة المالكة إلا أنه كان مشغولًا بقضايا أمته. فقد تعددت اهتماماته وتنوعت بين البحث الميداني والنظري، فعلى المستوى الميداني يعود الفضل للرجل في اكتشاف العديد من الآثار المصرية القديمة (ما يقارب اثنين وخمسين ديرًا بالإضافة إلى رأس تمثال الإسكندر الأكبر)، هذه الخبرة الميدانية للمؤلف ساعدته على أن يكون متميزًا في مجال البحث التاريخي والأثري النظري، حيث تميزت مؤلفاته النظرية بالعمق والجدة نظرًا لارتباطها بخبرة طوسون الميدانية. ومن هذه المؤلفات كتاب «وادي النطرون ورهبانه وأديرته»، الذي تعرض فيه المؤلف لتاريخ هذا الوادي وأديرته، وللبطاركة الأرثوذوكس الذين عاشوا فيه، وحال رهبانه قبل الفتح العربي لمصر.